قصة( بين دموع الفرح.. ودموع الحزن)

كاتب يتحدث عن موقف في حياته:

دخلت إلى الطائرة التي ستقلع بي من بيروت إلى لندن، لم أكد أتبين الناس من حولي، وما إن جلست في مكاني، حتى اقتربت مني مضيفة تسألني : هل أنت فلان؟ استغربت، لكنني أجبتها: نعم.

قالت مرحبة: سأعود إليك، إذا وجدت مقعداً فارغاً في الدرجة الأولى فسأصطحبك إليه.. ثم قالت: ألم تتذكرني؟ نظرت إليها ملياً، فلم يكن الوجه غريباً عني.. فتابعت: أنا صديقة ابنتك لينا.. درسنا معاً في الجامعة اللبنانية الأميركية... كدت أبوح لها، لكنني ظللت صامتاً.‏‏

خطت بعيداً ثم عادت وأمسكت بيدي:‏‏

- قم‏‏

وقادتني إلى مقصورة الدرجة الأولى فجلست وإذا بجانبي فتاة جميلة ربما في الخامسة والعشرين من عمرها.‏‏

أخرجت مرآة صغيرة من محفظتها ومشطاً صغيراً سرحت به شعرها. ثم أخرجت قلم شفاه أحمر وخضبت به شفتيتها، كانت تتحرك إلى جانبي بنزق ظاهر . وما أن بدأت الطائرة بالتحليق نحو السماء حتى بدت لي متوجسة وخائفة وعندما تجاوزت الطائرة مرحلة الاقلاع. واستقرت في سيرها فكت جارتي حزام المقعد. والتفتت نحوي:‏‏

- مرحبا عمو‏‏

- أهلاً.‏‏

- هل أنت مسافر لأول مرة إلى لندن؟‏‏

- لا.. ربما العشرين.. أو الثلاثين..‏‏

- هذه أول مرة أسافر في طائرة. وأول مرة إلى مدينة كلندن يقولون إنها كبيرة جداً.‏‏

- إنها كبيرة جداً.‏‏

- جميل في الإنسان أن يكتشف العالم.‏‏

- فعلاً.‏‏

- هل أنت مسافر في شغل.‏‏

- تقريباً.‏‏

- أنا ذاهبة إلى عرسي.. سأتزوج في لندن. خطيبي ينتظرني هناك.‏‏

ترك بيروت من عشر سنوات ودرس هندسة المعمار والمدن،وحصل على وظيفة كبيرة في إحدى الشركات التي كلفته هندسة فندق كبير على نهر التايمس. المهم في الأمر أن أصحاب الشركة زيادة في تميز الفندق. وكي يكون من أجمل فنادق لندن، جعلوا لكل غرفة ديكوراً خاصاً بها، وطلبوا أن تكون هذه الديكورات مستوحاة من أساليب البناء الشرقية. تصور- عمو- يالحظي..!‏‏

أنا تخرجت مهندسة ديكور العام الماضي، فطلب مني خطيبي أن أرسم مشروعاً لغرف الفندق الخمسمئة.. تصور.. لكل غرفة ديكورها ما أجمل ذلك! المهم أنني بذلت جهداً كبيراً كي أفوز بهذا المشروع وسوف يقف خطيبي إلى جانبي حتى أفوز به. جميل أن تبدأ حياتنا. خطيبي وأنا بمثل هذا النجاح،وسأكون سعيدة جداً في حياتي.. كم هي الحياة جميلة ياعم، وخصوصاً عندما تتوافر للمرء سبل النجاح على أكثر من صعيد، وفي آن معاً، إنني أكاد أطير من الفرح، أتزوج وفي نفس الوقت أعمل إلى جانب زوجي، فنبني حياتنا كما يحلو لنا... صمتت لحظة ثم التفتت نحوي:‏‏

- عمو.. هل عندك أولاد؟‏‏

- نعم.‏‏

- كم عددهم؟‏‏

- شاب وفتاة بعمرك.‏‏

- الله يخليلك ياهن.‏‏

- أشكرك.‏‏

وعندما جاءت وجبة الطعام. انشغلت الفتاة بما تأكل، بدت لي أنها جائعة وانتبهت أنني لم أتناول شيئاً من الطعام فسألتني: عمو... هل أنت مريض؟‏‏

- لا...‏‏

- لماذا لم تأكل.. الطعام طيب جداً.‏‏

لم أجب ، كنت مشوشاً، ومع اقتراب الطائرة من لندن، أحسست أنني أرتجف.. أو أن الطائرة هي التي كانت ترتجف.. كبست زر الضوء فوق رأسي فاقتربت مني المضيفة، تسألني:‏‏

- هل أخدمك بشيء؟‏‏

- إنني بحاجة إلى حبتي إسبرين...رجاء‏‏

أحضرت المضيفة الاسبرين مع كأس ماء. فابتلعته على عجل. وفيما كانت الطائرة تهبط ازداد توتري، فإذا بجارتي الحسناء تضع يدها على يدي:‏‏

- هل هناك من ينتظرك؟‏‏

نعم.‏‏

انتهينا من مراقبة جوازات السفر، واقتربنا لسحب حقائبنا،كانت الفتاة ترقص فرحاً، كأنها عصفور ملون، بينما كان كربي يزداد. وشعور بالخواء يملأ صدري‏‏

خرجنا معاً إلى قاعة الاستقبال، فلمحت الفتاة تركض نحو شاب كان ينتظرها، فيما اتجهت أنا نحو ابني الدامع العينين لأقول له: البقية بحياتك. فعانقني باكياً:‏‏

البقية بحياتك ياأبي.‏‏

ولم تكن صديقة ابنتي مضيفة الطائرة، ولا هذه الفتاة الذاهبة إلى عرسها تعرفان أنني جئت إلى لندن لألقي نظرة الوداع على ابنتي قبل أن أواريها الثرى.‏‏

أوتار

لا حول ولاقوة الا بالله اوتار مآسي

شكرا لك

اوتار مو ناقصنا مأسي في هذه الحالة احب الهروب من الواقع
مشكور على هالمأساة؟ عفوا القصة المأساوية؟. Basketball

الميرنغي كتب:: اوتار مو ناقصنا مأسي في هذه الحالة احب الهروب من الواقع
مشكور على هالمأساة؟ عفوا القصة المأساوية؟.

A;

الله يبعد عنا وعنكم المآسي

واقعك حياتك هل تهرب من الحياة
شكرا ميرنغي و

ذكاء

على المرور المآساوي

من قلب الفجيعة اوتار Very Happy

» دموع الأشياء