"لم أحتج إلى شيء، إلاّ وعرفته دون الدخول فيه"
*معاوية
يتفاوت مسمى الحاسة السادسة ويتعدد، ما بين الحدس، والفراسة، والاستبطان والبدهية العالية.وميزها الفلاسفة وعلماء النفس عن الذكاء العالي والفطنة الشديدة، لأنها -كما يجمعون- لا علاقة لها بالعقل، وثمة من يرى أن مركزها القلب. لذا قد يصح وصفي لها بـ"ذكاء القلب".
يتفاوت تعريفها، ما بين تعريفات إنسانية ولغوية وعلمية صرفة تتصل بعلم النفس.
سأضع في هذا الموضوع، تعريفي للحاسة السادسة، وفق إحساسي الشخصي، وقد أضيف بعض تجارب حدثت معي/ أقول: قد.
ولأنه -ربما- ممنوع على الزملاء إرفاق روابط لمنتديات أخرى، سأضع اقتباسات لمفكرين وفلاسفة وعلماء نفس وأدباء وزملاء شاركوا في إثراء موضوع "الحاسة السادسة" في غير منتديات.
إنما سأبدأ بنفسي، ثم أتحول إليهم.
من واقع تجربتي أعتقد ان الحاسة السادسة أو الحدس- الفراسة هي: ذكاء القلب وإحساسه المتقد، يأتي على شكل "تنبؤ" نتيجة إحساس فطري لا إرادي، يمكّن صاحبه من معرفة المجهول وتوقع المستقبل القريب، وقراءة أمور أو حالات قد تومض أمامه كبرق، تتعلق بما يخصه أو يخص الآخرين. بمعنى آخر: هي إدراك الأحداث التي ستقع، دون استخدام حواسنا المعروفة "النظر، اللمس، السمع، الشم، التذوق" وتشمل هذه الحاسة حالات لا تحدّ، بدءاً بالإحساس- مثلاً: أنك قد تصادف للتو إنساناً لم تره منذ 10 أعوام، وانتهاءً في التنبؤ بموت شخص" (كلاهما حدثت معي)
ومع أن معظم الناس لديهم حاسة سادسة، لكن ثمة أناس لديهم إياها بشكل قوي يكاد يكون "شبه مرضي" ومنهم يمتلكونها بنسب متفاوتة. لكن يبدو لي أن الناس الأقل تأملاً واطلاقاً للأسئلة وانشغالاً بالأمور الكونية، والأدنى عاطفة وإحساساً، تكون لديهم بدرجة أقل.
الحاسة السادسة، أو كما قلنا: الحدس- الفراسة، لها وجهها الآخر الموجع كنصال تحز القلب، ولا يستطيع العقل أن يصمد أمام دم تدفقها، أو حتى كبحها إذا ما كانت تصدق غالباً.وعبر دخولي عالم الإنترنت، اكتشفت كم أنها متطورة لدي، وباتت مزعجة، بحيث يمكنني التنبؤ بماهية أشخاص كأنهم أمامي في الواقع، لم ألتقهم سوى عبر الإنترنت.
الموضوع، إنساني ومعرفي بحت، فنحن نتحدث عن أمر محسوس لا ملموس، لذا لا علاقة له بجوانب دينية أو بقلة الإيمان أو بأية تعديات
يتبع