أقر الجاسوس الإسرائيلي إياد يوسف أنعيم بتجنيده للعمل لصالح الموساد الإسرائيلي منتصف عام 2006 والتوجه من أجل ذلك إلى سورية أوائل عام 2007 بعد تدريبه من ضابط في الموساد في القدس المحتلة وتزويده بمعلومات عبر شرائح اتصال بلجيكية عن سيارة الشهيد عماد مغنية في دمشق سهلت عملية اغتياله إضافة إلى معلومات عن مدينة اللاذقية وحال السكان فيها وتركيبتهم الديموغرافية والطائفية وأعمالهم وأوضاعهم ومعلومات عن ميناءي اللاذقية وطرطوس والسفن والحاويات التي تدخل ومن أين تأتي.
وقال الجاسوس الإسرائيلي أنعيم في اعتراف بثه التلفزيون السوري أمس: أنا من مواليد عمان الأردن 1976 وأحمل الجنسيتين الفلسطينية والأردنية ودرست الفلسفة في جامعة تشرين بمدينة اللاذقية من عام 1995 إلى عام 2000.
وأضاف الجاسوس أنعيم بعد أن تخرجت عام 2000 عدت إلى الأردن بحثا عن فرصة عمل وقد عملت في مهن عدة كان آخرها مضيف طيران وهي أفضل مهنة لأنني كنت أحب السفر كثيرا وخلال عملي تقدم شاب لخطبة أختي عام 2005 وبحكم العادة ذهبت لأحضر حفل الزفاف.
وقال أنعيم في أواخر عام 2005 أخذت إجازة من عملي وتوجهت لحضور حفل الزفاف ومن بين الناس الموجودين كان هناك شخص اسمه محمد عرفني عن نفسه وعرفته عن نفسي وطرح علي أسئلة حول عملي وحياتي وتبين لي أنه مهتم بمجال الطيران الذي أعمل فيه فتناقشنا وتبين له أن لدي معلومات جيدة في مجال الطيران واتفقنا أن نتواصل مرة ثانية ولم يبد لي أي شيء خلال لقائنا الأول.
وتابع الجاسوس أنعيم بعد انتهاء العرس اتصل بي محمد عدة مرات وتبين لي من الحديث معه أنه مهتم بمجال الطيران وخصوصا في مجال الصواريخ وهو لم يخبرني في بادىء الأمر أنه من الجهاد الإسلامي ولكن فيما بعد عرفني عن نفسه بأنه عضو في الجهاد الإسلامي وأنه بحاجة لتطوير مدى الصواريخ فقلت له إنه لا مشكلة لدي وأنني مستعد لمساعدته.
وقال الجاسوس الإسرائيلي أنعيم بعد فترة عرفني محمد على شخص آخر اسمه عبد الله الذي كان مهتما بشكل أكبر ولديه تفاصيل أكثر وعرض علي أن أعلمهم كيف يصنع الصاروخ وكيف يتم تحقيق التوازن فيه وكيف يمكن أن نزيد المدى أو نخفف استعمال المواد وقلت لهم بأنني سأساعدهم وانه لا مشكلة لدي وطلبت منهم إعطائي فترة كي أحضر بعض الكتب والمعلومات اللازمة ومن بعدها نجتمع في تاريخ معين اتفقنا عليه على أن يحضروا لي ورشة ومكانا للتصنيع وطلبت منهم تأمين بعض المواد الخاصة بصناعة الصواريخ.
وأضاف الجاسوس أنعيم خرجت مع عبد الله بسيارة من نوع سوبارو لونها بيج وكانت مغلقة من الخلف بشكل لا أستطيع أن أرى منه وأنا لم أكن مهتما بالنظر إلى الخارج لأنني كنت واثقا بهم وكنت أراجع الكتب وبعد فترة من السير بالسيارة وصلنا إلى منطقة وفوجئت بأنني محاط بجنود إسرائيليين ألقوا القبض علينا وأمسكوا بالكتب والأوراق وأخذونا إلى السجن ووقتها انفصلت عن باقي المجموعة ولم أر أحدا منهم.
وقال الجاسوس الإسرائيلي أنعيم بقيت في السجن مدة ثلاثة أشهر تقريبا استخدم خلالها الجنود الإسرائيليون كل أساليب التحقيق معي لدرجة انه لم يكن هناك أي مخرج أو طريقة أمامي إلا القبول بما يعرضونه علي ووقعت تعهدا بأن أتعامل معهم لأنه حينها كان أمامي إما أن أعمل معهم أو أن اذهب إلى السجن ووجدت نفسي محاصرا من كل الجهات فاضطررت للعمل معهم.
وتابع الجاسوس أنعيم تبين لي في نهاية الأمر أن محمدا وعبد الله على الأغلب كانا يتعاملان مع الإسرائيليين وهذا اعتقادي الشخصي لأنني لم أرهما بعد ذلك.
أول مرحلة من تجنيدي كانت منتصف عام 2006
وقال الجاسوس الإسرائيلي أنعيم بعد تجنيدي بدأت أتعامل مع محقق في الموساد اسمه بيرن الذي عرفني بدوره على محقق آخر اسمه موسى وأول مرحلة من تجنيدي كانت منتصف عام 2006 وفي بداية عام 2007 طلب مني الموساد الذهاب إلى سورية عن طريق الأردن بعد البقاء هناك لمدة أسبوع والحصول على معلومات عن المعابر وطرق التفتيش والأجهزة المستعملة في التفتيش والمدة الزمنية وتكاليف السفر وكيفية أخذ البصمات والصور وأجهزة كشف المعالم ومن ثم عدت مرة ثانية إلى الأردن حيث توجهت إلى مدينة الخليل في فلسطين لإخبارهم بالمعلومات.
وأضاف الجاسوس أنعيم إن التواصل خلال تواجدي في الخليل كان عبر الهاتف وقالوا لي إنني سألتقي مع موسى في إحدى المستوطنات وهي كفار عصيون وأعطوني تاريخا معينا للقاء وخلال هذه الجلسة زودته بالمعلومات وأخبرني أنه سيسافر إلى أمريكا وسيعرفني على شخص آخر وهو داود الذي قام بتعريفي على طبيعة المرحلة الثانية التي كانت عبارة عن البحث وإيجاد غطاء لإقامتي في سورية وأعطاني مبلغ ألف دولار.
وتابع الجاسوس أنعيم وبعد ذلك توجهت إلى الأردن وأقمت فيها مدة أسبوع ثم توجهت إلى سورية وكان شقيقي في تلك الفترة يدرس في نفس الجامعة التي درست فيها حيث حصلت على فواتير وهمية من فندق على أساس أن إقامتي فيه وبحثت عن أفضل مجال حتى أبقى في سورية فوجدت أن الدراسة في اللاذقية هي المجال الأنسب والأفضل وكان قد بقي لبدئها شهران ثم عدت وتوجهت إلى الأردن وأقمت فيه مدة أسبوع وذهبت للقاء داود في مدينة الخليل وتواصلت معه وزودته بالمعلومات وتكاليف الإقامة والدراسة ومتى يبدأ الدوام ومتى يجب أن أتواجد في اللاذقية حتى أبدأ دراستي.
وأضاف الجاسوس الإسرائيلي إن داود طلب مني في الشهر التاسع ما يجب علي فعله في المرحلة الثالثة فتواصلت معه وزودته بمعلومات عني وعن تكاليف الدراسة وأين يمكن أن أقيم وبعد فترة أخبرني في الشهر التاسع أواخر عام 2007 أن أتوجه إلى سورية وتم تزويدي بشريحة جهاز وكيفية استعمال فلاشة للكمبيوتر والخرائط الجوية كما تم تدريبي حيث انتقلنا إلى القدس وكان هناك لقاء مطول فيها حيث يأتي ضباط ويذهبون حسب كل شخص واختصاصاته.
وقال الجاسوس أنعيم إن الشريحة كانت دولية بلجيكية للتواصل معهم وسلموني إياها فيما بعد ولكن داخل فلسطين لم يكن معي أي شريحة وكان يأتي ضباط لا أعرف أسماءهم فمن كنت أعرفه هو فقط داود وكان يأتي ضباط يتعرفون علي ويناقشونني في المعلومات ويرونني خرائط وصورا لمدينة اللاذقية والأماكن التي تهمهم وكان التركيز على الميناء وكيف يمكن أن أتواصل معهم وطرق الاتصال بهم وتم إعطائي التعليمات حتى لا يشك بي أحد أو ألفت انتباه أي شخص لي وكانت التوجيهات كلها تصب في مصلحة أن أبقى مقيما ولا أثير أي شكوك حولي وأقيم إقامة طبيعية بشكل نظامي.
وأضاف الجاسوس أنعيم إن التواصل كان عن طريق الهاتف وكان هناك موعد أسبوعي تقريبا لأتحدث معهم فيه وخلال فترة الأسبوع كانت هناك اتصالات وهمية بأرقام لا على التعيين وكان ممنوعا علي الاتصال بأي شخص أعرفه أو أي شخص كان لأن الاتصالات الشخصية ممنوعة وكنت أتصل فقط لمدة دقيقة أو دقيقتين ثم أنهي المكالمة سواء كان ذلك الاتصال داخل القطر أو خارجه.
وقال الجاسوس الإسرائيلي أنعيم كما كان ممنوعا علي استعمال أي غرض شخصي نهائيا وكنت أقوم بالاتصال من عدة أماكن وليس من مكان واحد وفي تعاملي مع الناس كان علي أن أتجنب أي شخص يعمل في مؤسسة أمنية وأن أتجنب المناقشات الطويلة والنساء والمشروبات فهذه الأمور كانت كلها ممنوعة علي.
طلب الموساد مني تزويدهم بمعلومات عن اللاذقية وسكانها
وأضاف الجاسوس أنعيم إن المعلومات التي طلبت مني هي عن طبيعة المدينة من حيث السكان وأعمالهم وساعات الدوام والطوائف من مسلمين ومسيحيين ومن منها عدده أكثر وهل توجد لدى المسيحيين كنائس أم لا وهل هناك ديانات أخرى وهل توجد مشاكل بين هذه الطوائف وبالنسبة للعمل ما أغلبية أعمال الناس وأوقات الدوام وهل نسبة الذين يعملون لدى الدولة عالية أم قليلة ونسبة البطالة وغيرها من هذه الأمور.
وقال الجاسوس الإسرائيلي أنعيم كان ممنوعا علي أن أتواصل مع أي أحد من أجل الحصول على المعلومة لأنه لا يجوز أن يعرف أي شخص بأي شيء عني وكانت طريقة إيصال المعلومة لهم تتم عبر الهاتف ولم يتم إعطائي مفردات معينة كنوع من الترميز أو من التشفير من أجل إيصال المعلومات الأولى التي طلبت مني في هذا المرحلة.. وهو كان يأخذ رؤوس أقلام والذي كان يهمه هو التشكيل الديموغرافي للمدينة مثل مستوى المعيشة والاقتصاد والصناعات الموجودة والحديث كان يتم بشكل طبيعي جدا أما الحديث عن المعلومات الأكبر فكان يتم بشكل مطول أثناء عودتي.
وأضاف الجاسوس أنعيم في تاريخ 3-2-2008 تم الاتصال معي على أساس أن أتوجه إلى دمشق وأعطاني في البداية العنوان الأول الذي هو عنوان السفارة الكندية والسفارة الإيرانية فتوجهت إلى السفارة الكندية بتاريخ 4-2 وطلب مني البحث عن الهيئات الدبلوماسية والسفارات ومراكز لحزب الله أو حركة حماس أو شيء غير سوري وبحثت في المنطقة لمدة ساعة ونصف تقريبا ولم أجد أي شيء من الذي وصفه لي فعدت إلى اللاذقية واتصلت به وأخبرته أنه لا شيء من هذه المعلومات التي طلبها مني.
وقال الجاسوس الإسرائيلي أنعيم اتصل بي مرة أخرى بتاريخ 5-2 وطلب مني أن أتوجه مرة ثانية إلى دمشق والبحث في نطاق أوسع في الشارع بحجة أنني لم أبحث وهو متأكد من معلوماته بأن هذه الأماكن التي سألني عنها كانت موجودة ولكنني لم أشاهدها أو حتى لم أخرج من مدينة اللاذقية بالأساس فتوجهت مرة ثانية إلى دمشق بتاريخ 6-2 وبحثت في الشوارع لمدة ساعتين في محيط السفارة الإيرانية والسفارة الكندية فلم أجد أي مركز أو أي تجمع لأي منظمة سياسية أو دولية وحتى عربية ثم عدت إلى اللاذقية واتصلت معه وأخبرته بأن الذي طلب مني البحث عنه غير موجود وقلت له قد تكون مخطئا في المنطقة وقد يجوز أن معلوماتك غير صحيحة فنفى هذا الشيء وقال لي إنه متأكد ثم أنهى الاتصال.
وأضاف الجاسوس أنعيم بقيت في اللاذقية لغاية 11-2 حيث اتصل معي مجددا وطلب مني التوجه إلى مدينة دمشق للمرة الثالثة ولكنني اعترضت في البداية وقلت له لقد توجهت مرتين فلماذا أذهب إلى نفس المنطقة مرة أخرى ولكنني عدت بتاريخ 12-2 مرة ثالثة إلى مدينة دمشق بعد أن زودني بمعلومة أخرى واسم شارع فرعي ثم توجهت إلى الشارع ومشيت فيه لمدة ربع ساعة ولم يكن فيه شيء وحينها اتصل معي فقلت له لا يوجد فيه أي تجمع أو مركز أو حزب فزودني بالمعلومة الثالثة وهي وجود شرفة سقفها قرميد أحمر فبحثت عن هذه الشرفة فلم أجدها ثم طلب مني البحث مجددا عن مركز لحزب الله أو حماس أو أي تجمع أو أي هيئة سياسية غير سورية وفي طريق عودتي في نفس الشارع كان هناك اثنان يقفان على باب سوبر ماركت وشخص يحمل جريدة وكان هناك شخصان في سيارة كورية لونها أسود فاتصل معي للمرة الثالثة وطلب مني البقاء والبحث وأكد لي أن الشرفة التي سألني عنها موجودة وأن هناك سيارة من نوع باجيرو لونها فضي موجودة فبحثت طويلا فلم أجد السيارة فخرجت إلى الشارع الرئيسي واتصل معي على أساس أن أبقى في المنطقة وأن أتأكد مرة ثالثة من سيارة الباجيرو ومكان وجودها.
أعطيت الموساد رقم السيارة التي استخدمت باغتيال الشهيد مغنية
وقال الجاسوس أنعيم قبل أن أصل إلى الشارع الرئيسي دخلت سيارة باجيرو لونها فضي ودخلت خلفها سيارة مرسيدس زجاجها مظلل ولم أر من بداخلها فأعطيته رقم السيارة فقال لي ارجع وتأكد أين سيتوقفون وأين سيذهبون فرفضت وقلت له إنني لن أنتظر أكثر من ذلك فأنا موجود في الشارع منذ ساعتين ولن أبقى فيه لأن وضعي سيصبح مشكوكا فيه فركبت بالسيارة وتوجهت إلى مدينة اللاذقية.
وتابع الجاسوس الإسرائيلي بعد عودتي إلى اللاذقية اتصل بي وعاتبني وسألني لماذا تركت الشارع وتوجهت إلى مدينة اللاذقية وما السبب فأجبته أن هناك أناسا في الشارع الذي مررت فيه مرتين وأكثر وهو ما قد يشكل خطراً علي ويصبح وضعي مشكوكاً فيه ولكنه لم يقتنع بالأسباب التي قدمتها له وقال لي إن الأمور جيدة فاطمئن.
وأضاف الجاسوس أنعيم بقيت في اللاذقية حيث كان لدي امتحانات وكان ذلك بتاريخ 12 شباط عام 2008 وفي اليوم الثاني من خلال متابعتي للأنترنت والتلفزيون تبين لي وقوع عملية اغتيال الشهيد عماد مغنية وتأكدت من خلال صورة التفجير التي وضعت على الانترنت أن هذه السيارة هي نفس سيارة الباجيرو.
وقال الجاسوس الإسرائيلي انتظرت لغاية نهاية الامتحانات ثم توجهت إلى الأردن ومنها إلى فلسطين وبعدها إلى الاجتماع مع داود في القدس حيث اعترضت هناك على بعض أرقام التلفونات وهما رقمان بلجيكيان فقاموا بتغييرهما لأنني لم أكن على استعداد لقبولهما بشكل نهائي كما أن أسلوب الحوار والتواصل وكل شيء تقريبا لم يعجبني وذلك عندما رأيت أنهم لا يهتمون بي وأنهم مستعدون للاستغناء عني في أي لحظة وحتى بأرخص الأسعار فاضطررت إلى تولي مسؤولية أمني على حسابي وطلبت منهم تغيير شرائح التلفونات والفلاشة وطرق التواصل ومواعيد الاتصالات.
وأضاف الجاسوس أنعيم إن الجديد تمثل بأنهم غيروا الشريحة بشريحة أخرى فرنسية وبالنسبة لمواعيد الاتصالات فقد أصبحت متغيرة بشكل دائم وليس هناك موعد محدد أو ثابت وبالنسبة للسفن أصبح هناك ترميز في الكلام فعلى سبيل المثال السفينة..حبة بندورة والسفينة العسكرية..حبة بطاطا والرادار..صحن وبالنسبة لأي شيء عسكري مثل التجمعات وغيرها كنا نعود إلى الترميز بكلمة البطاطا أما الرشاشات فقد كانت ترمز بكلمة جزر وغيرها من هذه الأسماء حتى تكون الصيغة طبيعية لا تلفت الانتباه.
الموساد طلب معلومات عن ميناءي اللاذقية وطرطوس
وقال الجاسوس الإسرائيلي إن التركيز في البداية والأمر الذي كان يهمهم هو النشاط التجاري وكان ذلك موضوع أغلبية لقاءاتي معهم ومع الضباط الذين كانوا يحضرون فمثلا كانوا يريدون معرفة السفن الموجودة في سورية والتي يستعملها الجيش السوري ومعرفة سفن الميناء من حيث سعتها وقدراتها والروافع والوزن الذي تتحمله وجنسياتها والأرقام السرية حيث إن لكل سفينة نهاية أو اختصارا معينا باللغة الانكليزية يدل على اسم وجنسية السفينة وبلدها وعلمني هؤلاء الضباط كيف تكون موجودة هذه الكلمات.
وأضاف الجاسوس أنعيم وفي المرحلة الثالثة طلبوا مني معلومات عن ميناء طرطوس وميناء اللاذقية الذي أروني إياه وأخبروني أن ما يهمهم هو أرقام السفن وأين تقف ولكن هذا الكلام بالنسبة لهم لم يكن مهما بل كان المهم لديهم بشكل أساسي هو الحاويات ومن أي بلد تأتي وماذا تحمل وقدرة الاستيعاب للميناء والأوقات التي ينزلونها بها وما إذا كان يتم قطع الكهرباء خلال عملية التنزيل أم لا وفي حال لاحظت أي شيء غريب اتصل بهم عن طريق الاتصال المرمز وأنا الذي كنت اتصل بهم حسب مواقيتي أنا وبقيت أتعامل معهم حتى تم إلقاء القبض علي.
باحثون ومحللون: اعترافات الجاسوس دليل على أن الصراع مع العدو الإسرائيلي متعدد الجبهات والمستويات
وأكد عدد من الباحثين والمحللين السياسيين أن اعترافات أحد الجواسيس الإسرائيليين بالتعامل مع الموساد وتزويده بمعلومات ساعدت في اغتيال الشهيد عماد مغنية دليل على أن الصراع مع العدو الإسرائيلي متعدد الجبهات والمستويات والهدف هو تنفيذ العديد من عمليات التخريب والاغتيال ومحاولة زرع بذور الفتن في المجتمعات العربية واختراقها من الداخل عبر شبكة من العملاء والجواسيس تمده بمعلومات عن أدق تفاصيل الحياة اليومية.
وقال الدكتور إبراهيم ناجي علوش المحلل السياسي الأردني إن الاستخبارات الإسرائيلية تعمل دائما على اختراق المجتمعات العربية على المستويات الأمنية والثقافية والسياسية وحتى الاقتصادية وذلك بهدف تخريب وزعزعة استقرار هذه المجتمعات واستهداف قادة المقاومة والمقاومين بما يتكامل مع السعي الذي شاهدناه ورأيناه لزعزعة استقرار سورية.
وأشار علوش في حديث للتلفزيون السوري إلى أن إلقاء القبض على الجاسوس الإسرائيلي في سورية سدد ضربة مضادة للعدو الإسرائيلي وأكد مجددا أن عناصر الموساد يعملون دائما على استهداف واختراق المجتمع العربي بشتى الطرق وخاصة عبر النقاط الحساسة وبما يساعدهم على تكوين الشبكات الممولة.
وأكد علوش أن منظمات المجتمع المدني التي تتمول من الخارج كثيرا ما تكلف بمهمات تبدو بريئة ومدنية في ظاهرها ولكنها في طبيعتها تشبه تماما عملية المسح الاجتماعي الذي يقوم به الجواسيس الإسرائيليون والذي تصرف مبالغ مالية طائلة من أجله.
وأوضح علوش أن الصراع مع العدو الإسرائيلي هو صراع متعدد المستويات والجبهات وليس صراعا عسكريا مباشرا فقط وسورية اليوم تخوض هذا الصراع على أكثر من جبهة وما يجري فيها هو في حقيقته وجوهره صراع ضد العدو الصهيوني وضد الامبريالية الأمريكية.
من جهته قال الدكتور أمين حطيط الباحث والمحلل السياسي اللبناني إن الاعترافات التي أدلى بها الجاسوس الإسرائيلي إياد أنعيم أكدت بالحجة القاطعة تورط إسرائيل باغتيال الشهيد عماد مغنية وأثبتت دورها بما يجري في سورية بعد أن أعدت العدة لاستغلال ذلك منذ خمس سنوات إذ إن ما يجري اليوم كان بداية حركة مطلبية إصلاحية تلقفتها الدولة وحاولت معالجتها لكن تحول ذلك فجأة من مطلب الإصلاح إلى عمل إرهابي من أجل الفتنة والتفتيت وإضرام النار في البيت الواحد.
وأضاف حطيط إن اعترافات الجاسوس أنعيم تتطابق مع ما نعرفه عن السياسة الإسرائيلية في إعداد الجواسيس عبر خمس مراحل بدءا من الإعداد التمهيدي ثم اختبار الصدقية ثم الإعداد المتدرج التصاعدي في ترتيب المهمات ثم القران والمقارنة ثم المتابعة والتقاطع.
وأشار حطيط إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تتبعان بعد هزيمة لبنان عام 2006 إستراتيجية القوة الناعمة التي تقوم على زرع الفتن حيث كلفت إسرائيل الجاسوس أنعيم بعمل تمهيدي تحضيري لتنفيذ ما تتطلبه إستراتيجية القوة الناعمة فهو ساهم في إجراء مسح تفصيلي للواقع السوري وهذا يشير مباشرة إلى أمر خطير يتمثل بأن زرع الجواسيس هو ليس الأمر الوحيد الذي تعده إسرائيل للتآمر على سورية.
ولفت حطيط إلى أن الجاسوس أنعيم هو واحد من مجموعة يعمل كل فرد فيها لرسم صورة وخريطة اجتماعية أمنية تتكامل فيما بعد لتمكن العدو الإسرائيلي من معرفة مواطن قابلية التدخل الأجنبي وإعداد مسرح المؤمرة الغربية على شكل هجوم يستهدف سورية كما يجري اليوم.
بدوره قال رسمي الجابري المحلل السياسي الأردني إن سورية والمقاومة هما وجهان لعملة واحدة وهذا يعكس الحرب المفتوحة على سورية ليس الآن فقط بل على امتداد سنوات الصراع مع العدو الإسرائيلي.
وأضاف الجابري إن سورية والمقاومة تحملتا خلال سنوات الصراع عبء المواجهة وقدمتا الكثير من التضحيات وحققتا الكثير من الإنجازات.
وقال الجابري إن اعترافات الجاسوس الإسرائيلي تفرض على الجميع أن يتذكروا باستمرار أن أهداف وسياسة الاحتلال الإسرائيلي واضحة وعدوانه مستمر ما يؤكد ضرورة تحفز الجميع للامساك بالبوصلة الحقيقية وهي العودة إلى بوصلة الصراع وإدراك طبيعة صراعنا مع هذا العدو والمواجهة المفتوحة معه.