إنسان الحب ليس مصادفة أو خبراً عاجلاً.. وليس نفطاً خفيفاً أو ثقيلاً.. ولا يحتاج الحب تمويلاً ضخماً وثروات طارئة وطفرة.
الحب الجيد تُعتّقه الوجدانات والأرض والأزمنة كأرقى ما يكون التعتيق والتأصيل والبقاء والحياة...
سورية وطن قديم للحب.. والسوري من أقدم مكتشفي رؤى الألفة والحنين وحقوق تأليف المودات والعلاقات الطيبة والإنسانية..
المرأة السورية تزرع الحب في حديقة بيتها وفي الأوردة الجانبية والرئيسية لقلبها.. لا تعرف امرأة سورية أن تعيش بلا حب.. (تُموّن) الأشواق وأخلاق الصبر والحب، كما (تمون) الزيت والقمح والألبسة والدفء...
والرجال السوريون أبناء عائلات الحب.. شجرات العائلات في الأحياء والحارات والمدن والقرى والبلدات تنتهي إلى أب حب وجد حب وأم حب وجدة حب..
الوقت السوري حب والفلكلور حب والحداثة حب والحكايات والسهر حب ونثريات الوجد حب والشجاعة واحدة من بنات الوجدان الوطني..
المال العربي في أكثر أحواله لا يقف إلى جانب الحب العربي، ولا يمول استثمارات الوجدان العربي وصفاء الإنسان وإنسانية وجوده وحياته وعلاقاته.
لكن الذين يخبرون الحب ويتربون على معانيه ومفاهيمه يعرفون كيف يخسرون صدأ الفتن والخراب ويربحون عافية الأماني والتلاقي والعيش المزدهر..
بالحب يحمون وقت الأولاد والأعمار ويسيرون إلى وعي الحب..
وكل إنسان يجود بحبه ويحرس حبه ويضيفه إلى حب الآخرين الجديد..
لا أحد في سورية أقل من الحب ولا أحد أكثر من الحب..
بين الحب والحب نعجن الأمنيات وتعجننا حتى نصير حباً ووقتاً حباً..
والحب هذا لا يخضع لعمليات تجميل ولا يصاب بالفاقة والتدهور الصحي..
المال يدعم الذل ويقف إلى جانب الشهوات الوحشية غير الواعدة...
وتحصل الحروب ويحصل الموت مع المال ومن أجله.
ولا يربح إنسان المال سوى النقمة والقلق والخوف..
وبالحب تكثر الطمأنينة وتحيا المودات والقناعات الإنسانية.
وجهاً لوجه وقف الحب في مواجهة المال الذل والمال الغرض والمال الغدر والخديعة والطغيان، فصارت سورية جمهورية حب ووطن، وجدان حنون وأصيل وحداثوياً..
بالحب وحده قد يحيا الإنسان..
لا يكاد يمر ضوء قرب قلب إلا يُحمّله رسالة حب لقلب آخر وضوء رديف..
على حدود الأفئدة مر حب فتي يافع وفهيم، فكان الحب أقوى من الفتنة وأشجع من لعنة المال وبؤس الواقع العربي الذي يقتله الذل وتقتله الشهوات والكراهيات..
بالحب الجيد تنمو وتكبر حقول الكرامة العاتية..
السؤال ليس اختياراً كما في امتحانات الجامعة أو الشهادة الثانوية؟
لماذا المال العربي لا يدعم الحب العربي والإنسانية؟!
لماذا يتوقف جهد المال العربي على حماية الذل وحصار الحب سؤال يحتاج فلسفة طائلة وشروحات..
جمهورية الحب واقعية وقوية وليست مثالية
وليست أحلاماً فحسب.. بل هي خليط إنساني مدهش وخليط وطني وزمان ومكان وكيان..
الحب شراكة شاملة تعني الجميع ويستفيد من مردودها الجميع.. ولا تشملها التصدعات والتبدلات..
أ
راد المال الكريه بث روح الكراهية بين الأفراد والعائلات والأحياء والحارات والقرى والمدن والبلدات.
فرد الحب على المال ليس بالكراهية بل بالحب..
وهل لدى الحب كراهية؟!؟ لديه شجاعة وطمأنينة..
هدوء الحب لا يعني خوفه بل متانة حضوره وشهامته..
لايوجد لدى الحب برامج للتخريب وسياسة للكراهية وأساليب الوحشية لديه التلاقي والوطن وابتكار الألفة الراقية.
بالحب واجهت سورية أساليب المال الكريهة وذل المال ولعنة الممولين الراكدين أكثر من بحيرات نشف قلبها من الماء.. وبقي لها الوحل..
اختبر السوريون حبهم وليس جديداً عليهم اختبار الحب وفك حصاراته..
السوريون يجيدون الأخلاق والحب وحين تحتدم عليهم المحن وويلات الغدر يعرفون كيف يخسرون الفتنة والصدأ ويربحون الحب والازدهار.. ويقومون برعاية وتربية شجرات جهنم التي تصير وطناً ومواعيد ثمار وتملأ الأفق والأرجاء سخاء وعطاء وبهاء.. وبغير ثقافة الحب يتلكأ الوجدان ويتوقف..
منقووووووووول
أوتار