* قراءة عاجلة.
مازلتِ زنبقةً،
ومازال المغنّي يرسمُ الدنيا عناقيدَ اشتهاءْ
والنهرُ نهرٌ،
والأصابعُ زورقٌ يمضي على شطِّ الفتونِ بلا سماءْ
مَنْ قالَ يشبهكِ الخريفُ...
بلَ الربيعُ..
بل الشتاءْ؟!
أنتِ الفصولُ،
وكلّما هاجرتِ فيَّ أمدُّ روحي كي يصيرَ المنتهى جسراً..
لأروقةِ البكاءْ...
أنتِ الوفيرةُ في المدى العاري،
وغصني يابسٌ،
ولديكِ قنطرةٌ،
وداليةٌ،
وماءْ
مازلتِ زنبقةً،
ومازال الحمامُ يطيرُ في أفقِ الرؤى...
هذا المساء..
***********
* قراءة خائفة.
لا أنتِ غاربة،
ولا لغتي تودّعُ صمتكِ العاري،
وأشرعةَ الظنونْ..
أرّقتِ فيَّ جداولي،
وجميعَ أشياءِ المكانِ،
وجمرةَ الوقتِ الهتونْ،
هذي أصابعنا تلوحُ،
وضوؤنا يخبو على جمرِ السكونْ
واليوم يمضي السنديانُ إلى سفوحِ شتائنا،
ويهاجرُ العصفورُ في هذا الصقيعِ إلى البعيدِ،
وتنطفي في الليلِ نافذةُ العيونْ
وكأننا طفلانِ أرقنا البقاءُ على ضفافِ الحلمِ..
في زمنِ الجنونْ..
ماذا يريدُ هواؤنا...
كي يستريحَ اللونُ من رهقِ البقاءِ على الغصونْ؟!
ماذا يريدُ رصيفنا حتّى تعودَ الخطوةُ البيضاءُ ثانيةً...
إلى حجرِ الرصيفِ،
ونشرب الذكرى،
وأسئلة المنونْ
لا أنتِ راحلة،
ولستُ مهاجراً هذا المساء إلى دوالي الصمتِ..
يامطري الحنونْ
هاتي يديكِ...
فأنتِ آخر وردةٍ بيضاءَ في هذا السوادِ المدلهمِّ،
وأوّل الغيثِ المدلى...
من فضاءاتِ الفتونْ.